القصور البشري لا يوجد شخص على هذهِ الأرض تخلو حياته من أخطاء سواء كانت أخطاء في الدّين أو في الحياة العمليّة أو العلميّة، لأنّ البشر مهما بلغت درجتهُم يبقى أحدهُم قاصراً أمام بشريّته وفطرته الإنسانيّة التي خلقهُ الله عليها، فنحنُ لسنا ملائكةً لا نُخطىء لأنّ في ذواتنا شهوات ورغبات ونوازع للشر أحياناً ولا تنكبح هذهِ إلاّ بوجود ما يردعها سواء الخوف من سلطة المُجتمع أو تقوية جوانب الخير من خلال التربيّة الصالحة القوينة، أو من خلال الأهمّ وهو الوازع الدينيّ الذي بمثابة السُلطان الحاكم للقلب والجوارح والأركان.
نظراً لاحتمالية الخطأ والذنب في حياتنا فإنَّ الله سُبحانهُ وتعالى قد فتحَ للجميع باب التوبة والإنابة حال الوقوع في ذنب يتعلّق بحقّ الله سُبحانهُ وتعالى أو في حقّ احدٍ من خلقه وللتحرر من هذهِ الذنوب والتخلّص منها فينبغي أنّ يتبّع المُذنب شُروطاً مُعيّنة هي الأساسيّة في قبول التوبة، ويجب على التوبة أن تكون خالصةً لله نصوحاً لا عودةَ للذنب بعدها، وسوفً نُلخّص كيفية التوبة من النب سواء كانت في حق الله أو في حقّ الناس.
كيفية التوبة صادقة - التوبة الصادقة هي التوبة النصوح التي أمرنا الله بها، وينبغي للتائب أن يتذكّر أن الله غفورٌ رحيم، ويَقبل التوبة من جميع الذنوب والمعاصي والكبائر ولا أحد يحول بين توبة العبد لربّه لأنّها بيد الله وحده، فبيقينك بأنَّ الله سيقبل توبتك تكون قد ولجتَ الباب نحوَ رحمة الله سُبحانهُ وتعالى؛ لأنّ الله يُحبّ من العبد إحسان الظنّ بها ولا يُحبّ القنوط واليأس من رحمته.
- أن تترك الفعل الخاطىء والذنب لأنّ ترك الذنوب هو بداية التوبة، وأن لا تكون قد نويت التوبة حال فراغك من اتمام الذنب كما فعل أخوة يوسف عليه السلام حين قرروا التوبة من ذنبهم في قتل أخيهم يوسف وذلك بعد الفراغ من كبيرتهم في قتله أو إيذائه.
- التوجّه الى الله بالنيّة الصادقة والإرادة الكاملة على التوبة من الذنب وعدم الرجوع إليه مهما كانَ الأمر، والنيّة هي شرطٌ أساسيّ من شروط التوبة، وفي النيّة يكون الإخلاص لله تعالى، فأنت لا تدعُ الذنب خوفاً من المرض أو الفقر أو الأذى وإنّما تدعهُ لوجه الله وخوفاً من عقابه وطمعاً ورجاءً في رحمته وعطائه.
- إذا كان الذنب قد وقع في حقّ الناس كأن أخذت منهم مالاً أو ظلمتهم فعليك أن تتحرّر منهم بطلب العفو منهُم وردّ أموالهم إليهم أو تعويضهم بما آذيتهم فيه.